تونس تعيش تونس اليوم “لحظة شعبوية”. إن صعود الرئيس قيس سعيد إلى منصب الرئاسة في عام 2019، قادما من خارج المجال الحزبي ودون دعم واضح من القوى السياسية الكبرى في البلاد، وخطابه الطهوري الصارم، وحتى المتزمت، والمشحون عاطفيا الذي ظل يتبناه باستمرار، ليست كلها سوى أعراض للأزمة التي تأتي الشعبوية في العادة راكبة موجتها. يمكن اكتشاف العبادة الحقيقية للزعيم بسهولة في سلوك السلطة الشعبوية التي يتزعمها اليوم قيس سعيد في تونس عبر جملة من المظاهر والسلوكات: المعاداة المعلنة للنخب، وخاصة منها النخب الاقتصادية والسياسية، والبحث عن أشكال جديدة للتمثيل، ومعاداة البرلمانية وإعادة مركزية السلطة، وإلغاء كل أدوار الوساطة وأجسامها، الخ.
إن الجمع والتوليف والتنسيق بين المناهج المتعددة من شأنه أن يجعل دراسة “الشعبوية التونسية” أكثر إنتاجية وأكثر تفسيرية. ولتحقيق ذلك، سيساهم متخصصون من مختلف المجالات، من خلال هذا المشروع البحثي، في تعزيز مراقبة الظاهرة الشعبوية في تونس من ثلاث زوايا رئيسية: سياسية واجتماعية واقتصادية.
© سيسما 2024. كل الحقوق محفوظة.