سيسما هو مركز دراسات يهتم بشؤون المغرب العربي الذي يوجد في سياق جيوسياسي مميز للغاية.
بموقعه على الضفة الجنوبية للمتوسط، تمثل المنطقة شريكا أساسيا لأوروبا لأسباب تاريخية وكذلك لأسباب اقتصادية وأمنية.
ويمثل المغرب العربي بثقافته العربية الإسلامية وأصوله الأفريقية منطقة رئيسية تحدث فيها تحولات كبرى مما يجعله مسرحا للجغراسياسية العالمية.
باعتباره مركز دراسات يهتم بالقضايا المغاربية، يدرس سيسما تطور السياسات الخارجية المغاربية وتلك التي تحكم العلاقات بين الدول المغاربية: حيث أدت العداوات بين الدول المغاربية على مدى عقود إلى تحالفات وأزمات ووساطات تماهت مع السياسات المغاربية. كما أن العلاقات مع أوروبا ومع بلدان الشرق وبلدان شمال وشرق البحر الأبيض المتوسط تحفز النشاط الدبلوماسي المكثف. من جهة أخرى، أدى غياب الاستقرار الحكومي لسنوات إلى منع الدولة التونسية من إبراز تجربتها في إدارة الأزمات.
بفعل وجودها في قلب الطرق نحو المتوسط، تواجه تونس تصاعدا في التحدي الذي تمثله الظاهرة الهجرية. لقد أصبحت تونس منذ عشر سنوات مفترق طرق الهجرة غير النظامية نحو أوروبا، وهي ظاهرة تزامنت مع تحول تونس إلى أرض استقرار للعمالة الإفريقية من جنوب الصحراء، مما أثر بوضوح على سوق الشغل. من جهة أخرى تتحول تونس إلى منجم أوروبي لحاملي الشهادات وللكفاءات العليا التي تغادر البلاد نحو دول الضفة الشمالية للمتوسط. يعتزم المركز دراسة المسائل المرتبطة بالتحدي الهجري في سياق الحركية المتوسطية والمغاربية والإفريقية.
مثل الهجوم الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية حماس على المستوطنات الإسرائيلية حول قطاع غزة يوم 7 أكتوبر 2023 منطلقا لحرب إنتقامية واسعة شنتها إسرائيل على القطاع. سرعان ما تحولت هذه الحرب من أعمال إنتقامية إلى حرب إبادة ضد الفلسطينيين، حيث لم يخف قادة الكيان الصهيوني خطتهم في ضم القطاع وتهجير سكانه إلى مصر أو إلى أي بلدان أخرى تقبل بهم.
© سيسما 2024. كل الحقوق محفوظة.